السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحذوة والحصان
يحكى أن قرويا أسرج حصانه ليذهب إلى المدينة ،وقبل أن يركب نظر إلى حذواته فوجد أن احداهما قد سقطت منها مسمار ، فقال فى نفسه لا بأس ! مسمار واحد لا يهم ...ثم سافر ، ولما سافر إلى منتصف الطريق سقطت احدى حذوات الحصان فقال لا بأس ! أستطيع السير بثلاث حذوات ، ولما وصل إلى الطريق الوعر جرحت قدم الحصان فأصبح يعرج ثم توقف وقد أنهكه التعب ، فما لبث وظهر لهما قطاع الطرق ، ولأن الحصان لا يقوى على السير فضلا عن الجرى فقد سلبوه حصانه وكل ما معه من متاع ....فعاد إلى بيته مسلوبا كئيبا مشيا على الأقدام وهو يقول : بسبب تهاونى فى إصلاح حدوة الحصان وخسرت الحصان وما يحمل
هذا الرجل نادم بسبب سلبيته واهماله فى شئ بسيط ما لبث أن
استفحل وتضخم وسلبه كل ما يملك ....ورجع بخفى حنين
ندم لأنه أخطأ خطأ بسيط فى حق حصانه .....فما بالنا نخطئ كل يوم فى حق أنفسنا حتى تقودنا بدلا من أن نقودها
صدق ديل كارنيجى عندما قال" إننا غالبا ما نواجه كوارث الحياة
وأحداثها فى شجاعة نادرة ثم ندع التوافه بعد ذلك تغلبنا على أمرنا "
وأصدق من ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه"
ومن المحزن أن التوافه تدك حصون كثير منا فتهدم الصداقات ، وتفرق الجماعات ، وتترك الناس فى نهاية الأمر فى حسرة وألم